تعرف على أسباب قرح المعدة والإثنى عشر ومضاعفاته وطرق التشخيص والعلاج

Estimated read time 1 min read

يعاني عدد كبير من المصريين من مشاكل في المعدة، وخصوصًا قرح المعدة والإثنى عشر، بسبب الأنماط الغذائية والتدخين.

الدكتور محمد أبوالعز، استشارى الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث، أوضح لـ”بوابة الأهرام”، أسباب القرحة وكيفية العلاج والوقاية، مضيفًا أن القرحة الهضمية، هي جرح مفتوح ناتج عن تمزق محدود للبطانة السطحية الواقية للمعدة أَو الإثنى عشر، وينتج عن هذا التمزق ملامسة الأنسجة الداخلية لبطانة المعدة والإثنى عشر بعصارة المعدة بما تحتويه من أحماض.

وقال، إنه في أغلب الأحيان يكون حجم قرحة المعدة بحجم نصف سنتيمتر، إلا أنها قد تسبب أعراضا مزعجة وآلاما مبرحة عند مرور الحمض عليها، مشيرًا إلي أن 2% من السكان يشكون من قرحة المعدة والإثنى عشر المعروفتين معا باسم القرحة الهضمي ( Peptic Ulcer ، أما قرحة الإثنى عشر وهي الأكثر شيوعا، فهي غالباً ما تصيب المرضى بين 30 و 50 عامًا، تصيب الضعفين في الرجال مقارنة بالنساء).

وأشار إلي أن قرحة المعدة، فهي غالبا ما تصيب المرضى بعد سن 60 سنة، وتصيب النساء أكثر من الرجال.

وقال الدكتور محمد أبو العز، إن أعراض القرحة الهضمية الأكثر حدوثاً، هي آلام متكررة أو حرقان في منطقة البطن العلوية بين السرة وأسفل القفص الصدرى، وغالبا ما يشعر المريض بالآلام بين الوجبات حين تكون المعدة خاوية من الطعام، وقد تستمر هذه الآلام من دقائق إلى عدة ساعات.

وأضاف: “غالبا ما تخف حدة الآلام بعد الأكل، أو عند تناول الأدوية الخافضة للحموضة، مضيفًا أنه في بعض الأحيان، يحدث أن يستيقظ المريض في منتصف الليل على هذه الآلام المزعجة، كما قد يشعر المريض أحيانا بغثيان واستفراغ، وفقدان للشهية، وما يستتبع ذلك من تناقص للوزن”.

وأوضح الدكتور محمد أبو العز، استشارى الجهاز الهضمى والكبد، أن مسببات القرحة الهضمية في السابق كانت تعزى إلى الضغوطات النفسية، والقلق، والتوتر العصبي، ولكن الأبحاث الطبية الحديثة كشفت أن مسببات القرحة الهضمية تتلخص في عاملين أساسيين: أولاً: الإصابة ببكتيريا المعدة الحلزونية Helicobacter Pylori، وثانياً: استعمال الأدوية المضادة للالتهاب ( NSAID ).

وقال، إن تناول العقاقير المضادة للالتهاب (مثل التهابات المفاصل والروماتيزم) ومسكنات الآلام مثل الأسبرين يضعف من قدرة نسيج الأمعاء على الالتئام، ويؤدي إلى التهاب بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة.

ونصح الدكتور محمد أبوالعز، بتجنب كل هذه المضاعفات عن طريق تجنب هذا النوع من العقاقير إن أمكن، واستبدالها بعقاقير أقل ضرراً على بطانة الجهاز الهضمي، كاستخدام الباراسيتامول كمسكن للآلام ومخفض للحرارة ، موضحًا أنه إذا كان تناول هذه العقاقير بانتظام حسب نصيحة الطبيب المعالج، فيستحسن تناولها أثناء الوجبات أو بعدها، وعندما تسبب تلك الأدوية مضاعفات على بطانة الجهاز الهضمي بتغيير الدواء، أو استعمال أدوية تعمل على حماية بطانة الجهاز الهضمي عامة.

وأشار إلي أن هناك أسبابًا أخرى للقرحة الهضمية، منها، التدخين، الذي يزيد من إفراز وتركيز حمض المعدة فيضاعف خطر الإصابة بالقرحة، وكذلك يؤخر شفاء القرحة أثناء العلاج، والمشروبات الكحولية.

وأوضح أن المضاعفات التي يتعرض لها الجهاز الهضمي جراء وجود القرحة الهضمية، هي النزيف الدموي في المعدة أو في الإثني عشر، وقد يحدث دون سابق إنذار، وكذلك ثقب المعدة أو الاثني عشر، وفي هذه الحالة، يحدث الثقب نتيجة تآكل ما تبقى من طبقات جدار المعي أسفل القرحة الهضمية من تأثير الأحماض المعدية، وينتج عن ذلك اندفاع البكتيريا، والطعام، وعصارة المعدة إلى فجوة البطن مسببا تلوثها، ويعتبر ثقب الجهاز الهضمي من المضاعفات المهمة والخطيرة، فعندها يحدث تدهور خطير في الحالة الصحية للمريض، حيث يشتكي من آلام حادة وشديدة وارتفاع في الحرارة وإعياء شديد يستدعي إدخاله المستشفى لإجراء عملية جراحية عاجلة لسد الثقب، وتطهير فجوة البطن المتلوثة.

وأضاف، أن من المضاعفات تضيق في الجزء الأول من الإثني عشر، وهذا يحدث عادة في الحالات المزمنة وبسبب تعدد التقرحات وتقاربها في هذا الجزء من الإثني عشر، مما ينتج عنها تليف، وبمرور الوقت يزداد التليف مسبباً ضيق الجزء الأول من الإثني عشر، إلى درجة أنه لا يسمح بمرور الطعام من فجوة المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، عند ذلك يشعر المريض بالغثيان، ويعانى من الاستفراغ المتكرر وفقدان في الوزن.

ونصح الدكتور محمد أبو العز، اسشارى الجهاز الهضمى والكبد، بإجراء الفحوصات الخاصة بالقرحة الهضمية في حال استمرار شكوى تكرر آلام البطن لأكثر من أسبوعين، بالرغم من العلاجات البسيطة والمسكنة للمعدة، وأهم هذه الفحوصات التي يعتمد عليها في تشخيص القرحة الهضمية هي الأشعة الملونة للمعدة والإثني عشر، والتنظير الداخلي (المنظار) للمريء والمعدة والإثنى عشر.

وأشار إلى تطور علاج القرحة في السنوات الأخيرة تطورا مميزا، وهو يهدف إلى القضاء على بكتيريا المعدة الحلزونية، وذلك باستخدام المضادات الحيوية المناسبة، التي أحدثت نتائج ممتازة في شفاء والتئام القرحة، وكذلك في عدم تكرار الإصابة بها على المدى البعيد في حوالي 80-90% من المرضى، وخفض حموضة المعدة، وذلك باستخدام الأدوية الخاصة بخفض إفراز حمض المعدة، وهي الأدوية الرئيسة في العلاج جنبا إلى جنب مع المضادات الحيوية، حيث تعمل على تخفيف الألم وتسرع الشفاء.

أما نوعية الغذاء لمرضى القرحة، أوضح أنه لم يثبت بالدراسات العلمية تفضيل نوع من الغذاء على آخر، سواء في العلاج أو الوقاية من القرحة، ولكنه نصح بتجنب تناول الأطعمة الحمضية لأنها تضاعف من الألم والحرقان.

وأكد مدى أهمية متابعة مريض القرحة الهضمية مع طبيب الجهاز الهضمى والكبد، للتأكد من القضاء على البكتيريا المسببة للقرحة، وذلك بإجراء التحاليل الخاصة بها، وكذلك من الممكن إعادة الفحص بالمنظار، وخاصة في حالة الإصابة بقرحة المعدة، للتأكد من شفائها التام، ولأخذ العينات النسيجية، إذا تبين عدم شفائها، حيث إن الدراسات أظهرت أنه في حوالي 5 % من حالات قرحة المعدة تكون القرحة غير حميدة، ويستوجب استئصالها جراحياً.

كما نصح المرضى المصابين بالقرحة الهضمية، بالامتناع عن التدخين بأنواعه، والمشروبات الكحولية، والعقاقير المضادة للالتهاب، واستخدام الباراسيتامول كمسكن للآلام، وكذلك تجنب تناول الأطعمة الحمضية لأنها تضاعف من الألم والحرقا، والمتابعة مع الطبيب استشاري أمراض الجهاز الهضمي، للحصول على أفضل الطرق لعلاج القرحة الهضمية، ولمتابعة التطورات العلمية الحديثة في هذا المرض الهام.

الدكتور محمد أبو العز استشارى الجهاز الهضمى والكبد

أخبار الصفحات

أخبار السياحة والإثار

+ There are no comments

Add yours